فصل: فصل في الفالج والاسترخاء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في الفالج والاسترخاء:

الفالج قد يقال قولاً مطلقاً وقد يقال قولاً مخصوصاً محقّقاً فأما لفظة الفالج على المذهب المطلق فقد تدلّ على ما يدل عليه الاسترخاء في أي عضو كان وأما الفالج المخصوص فهو ما كان من الاسترخاء عاماً لأحد شقّي البدن طولاً فمنه ما يكون في الشق المبتدأ من الرقبة ويكون الوجه والرأس معه صحيحاً ومنه ما يسري في جميع الشق من الرأس إلى القدم.
ولغة العرب تدل بالفالج على هذا المعنى فإن الفلج قد يشير في لغتهم إلى شق وتنصيف وإذا أخذ الفالج بمعنى الاسترخاء مطلقاً فقد يكون منه ما يعم الشقين جميعاً سوى الأعضاء الرأس التي لو عمها كان سكتة كما يكون منه ما يختص بإصبع واحد.
ومعلوم أن بطلان الحس والحركة يكون لأن الروح الحساس أو المتحرك إما محتبس عن النفوذ إلى الأعضاء وإما نافذ ولكن الأعضاء لا تتأثر منه لفساد مزاج.
والمزاج الفاسد إما حار وإما بادر وإما رطب وإما يابس ويشبه أن يكون الحال لا يمنع تأثير الحس فيها ما لم يبلغ الغاية كما ترى في أصحاب الذبول والمدقوقين فإنهم مع حرارتهم لا تبطل حركتهم وحسهم.
واليابس أيضاً قريب الحكم منه بل المزاج الذي يمنع على الحس والحركة في الأكثر هو البرد والرطوبة وليس ذلك ببعيد فإن البرد ضد الروح وهو يخدره والرطوبة لا يبعد أن تجعل العضو مهيأ ولكن مثل ما يسهل تلافيه بالتسخين وكأنه لا يكون مما يعم أكثر البدن أو شقاً واحداً منه دون شق بل إن كان ولا بد فيعرض لعضو واحد فيشبه أن يكون الفالج والاسترخاء الأكثري ما يكون بسبب احتباس الروح وسبب الاحتباس الانسداد أو افتراق المسام والمنافذ المؤدية إلى الأعضاء بالقطع والانسداد إما على سبيل انقباض المسام وإما على سبيل امتناع من خلط ساد وإما على سبيل أمر جامع للأمرين وهو الورم فيكون سبب الاسترخاء والفالج الفاعل لانقطاع الروح عن الأعضاء انقباضاً من المسام أو امتلاء أو ورماً أو انحلال فرد فالانقباض من المسام قد يعرض لربط من خارج بما يمكن أن يزال فيكون ذلك الاسترخاء وذلك البطلان من الحس والحركة أمراً عرضياً يزول بحل الرباط وقد يكون من انضغاط شديد كما يعرض عند ضربة أو سقطة وكما يعرض إذا مالت الفقرات وانكسرت إلى أحد جانبي يمنة ويسرة فتضغط العصب الخارج منها في تلك الجهة أو إلى قدام وخلف فيعرض منه أكثر الأمر تمديد لا ضغط لأن التقاء الفقرات في جانبي قدام وخلف ليس على مخارج العصب لأن مخارج العصب على ما علمت ليست من جهتي قدام وخلف.
وقد تنقبض المسام بسبب غلظ جوهر العضو.
وأما الامتلاء الساد فيكون من المواد الرطبة السيالة التي ينتفع بها العضو فتجري في خلل الأعصاب كلها أو تقف في مبادي الأعصاب أو شغب الأعصاب وتسد طريق الروح وأما الورم فذلك أن يعرض أيضاً في منابت الأعصاب وشعبها ورم فيه المنافذ وأما القطع الذي يعرض للعصب فما كان طولاً فلا يضر الحس والحركة وما كان عرضاً فيمنع الحس والحركة من الأعضاء التي كانت تستقي من المجاري التي كانت متصلة بينه وبين الليف المقطوع الآن واعلم أن النخاع مثل الدماغ في انقسامه إلى قسمين وإن كان الحس لا يميزه وكيف لا يكون كذلك وهو ينبت أيضاً عن قسمي الدماغ فلا يستبعد أن تحفظ الطبيعة إحدى شقيه وتدفع المادة إلى الشق الذي هو أضعف أو الذي هو أقبل للمادة أولاً أو الذي عرضت له الضربة والصدمة أو الذي اندفع إليه فضل من الشق الذي يليه من الدماغ ولا ينبغي أن يتعجب من اختصاص العلة بشق دون شق فإن الطبيعة بإذن خالقها تعالى قد تميز ما هو أدق من هذا وتذكر هذا من أصول أعطيناك في الكتاب الأول.
واعلم أنه كثيراً ما تندفع المادة الرطبة إلى أطراف العلية حر على البدن أو لحركة مغافصة من خوف أو جزع أو غضب أو كدر أو غم.
واعلم أنه إذا كانت الآفة والمادة التي تفعل الفالج في شق من بطون الدماغ عم شق البدن كله وشق الوجه معه أو مجاريه كانت سكتة فإن كانت عند منبع النخاع كان البدن كله مفلوجاً دون أعضاء الوجه وربما وقع في ذلك خدر في جلدة الرأس إن امتنع نفوذ الحس لأن جلدة الرأس يأتيها العصب الحاس من العنق كما بينا وإن كان في شق من منبت النخاع عم الشق كله دون الوجه وإن كان نازلاً عن المنبت مستغرقاً أو في شق من استرخى وفلج ما يليه العصب منه عن الأعضاء وإن لم يكن من النخاع بل من العصب استرخى ما يخص ذلك العصب إن كان في جل العصب أو في نصفه أو بعض منه استرخى ما يتحرك بما يأتيه من ذلك المؤف بسبب مادة أو انحلال فرد أو ورم.
ومن الفالج ما يكون بحراناً للقولنج وكثيراً ما يبقى معه الحس لأن المادة تكون معه في أعصاب الحركة دون الحس.
وذكر بعض الأولين أن القولنج عم بعض السنين فقتل الأكثر ومن نجا نجا بفالج مزمن أصابه كأن الطبيعة نفضت تلك المادة التي كانت تأتي الأمعاء وردّتها إلى خارج وكانت أغلظ من أن تنفذ بالعرق فلحجت في الأعصاب وفعلت الفالج.
وأكثر ما يقع من هذا يكون مع ثبات الحسّ بحاله.
ومن الفالج ما يكون بُحراناً في الأمراض الحادّة ستنتقل به المادة إلى الأعصاب وذلك إذا لم تقو الطبيعة للسن أو الضعف على تمام استفراغ فبقيت بواق من المادة في نواحي الدماغ فبقي بعد المنتهى صداع وثقل رأس ثم دفعته الطبيعة دفع ثقل لا دفع استفراغ تام فأحدثت فالجاً ونحوه.
وأكثر ما يعرض الفالج يعرض في شدّة برد الشتاء وقد يعرض في الربيع لحركة الامتلاء وقد يعرض في البلاد الجنوبية لمن بلغ خمسين سنة ونحوه على سبيل نوازل مندفعة من رؤسهم لكثرة ما يملأ المزاج الجنوبي الرأس.
ونبض المفلوج ضعيف بطيء متفاوت وإذا أنهكت العلّة القوة ضعف النبض وتواتر ووقعت له نترات بلا نظام.
والبول قد يكون فيه على الأكثر أبيض وربما أحمر جداً لضعف الكبد عن تمييز الدم عن المائية أو ضعف العروق عن جذب الدم أو لوجع ربما كان معه أو لمرض آخر يقارنه وقد يعرض أن يكون الشقّ السليم من الفالج مشتعلاً كله في نار والآخر المفلوج بارداً كأنه ثلج ويكون نبض الشقين مختلفاً فيكون نبض الشق البارد ساقطاً إلى ما توجبه أحكام البرد وربما تأذى إلى أن تصغر العين من ذلك الشقّ وما كان من الأعضاء المسترخية والمفلوجة على لون سائر البدن ليس يصغر ولا يضمر فهو أرجى مما يخالفه وقد ينتقل إلى الفالج من السكتة ومن الصرع ومنَ القولنج ومن اختناق الأرحام ومن الحميات المزمنة على سبيل البحران أيضاً.
والفالج الحادث عن زوال الفقار قابل في الأكثر والذي عن صدمة لم يدقّ العصب دقاً شديداً فقد يبرأ فإن أفرط لم يرج أن يبرأ والذي يرجى منه يجب أن يبدأ فيه بالفصد.
وقد ذكرنا كيف تنبسط مادة الفالج إلى السكتة وبالعكس.
العلامات: أما إن كان عن التواء أو سقطة أو ضربة أو قطع فالسبب يدلّ عليه وربما خفي لسبب في القطع إذا كان العصب غائراً فيدل عليه أنه يقع دفعه ولا ينفعه تدبير.
وأما الذي يقبل العلاج فهو ما ليس عن قطع بل مع ورم ونحوه وإن كان عن ورم حار فالتمدد والوجع والحمّى يدلّ عليه وإن كان عن ورم صلب فيدل عليه اللمس وتعقد محسوس في العصب ووجع متقدم فإنه في الأكثر بعد ضربة أو التواء أو ورم حار.
وأما إن كان عن ورم رخو فالاستدلال عليه شاق إلا أنه على الأحوال لا يخلو عن وجع يسير وخدر وعن حمّى لينة وعن زيادة الوجع ونقصانه بحسب الحركات والأغذية ولا يكون حدوثه دفعة.
ومن جميع هذا فإن العليل يحسّ عند إرادة الحركة كأنَّ مانعاً له في ذلك الموضع بعينه.
وأما الفالج الكائن عن الرطوبة الفاشية فيحسّ صاحبه بسبب فاش في جميع العضو المفلوج.
وأما الكائن عن غلظ العصب فيدل عليه عسر ارتداد العضو عن قبض يتكلّفه العليل إن أمكنه أو يفعله غير إلى الانبساط والاسترخاء ولا تكون الأعضاء لينة كما في الفالج المطلق وإن كانت المادة مع دم دلّت عليه الأوداج والعروق والعين وامتلاء النبض والدلائل المتكررة مراراً وإن كان من رطوبة مجرّدة دلّ عليه البياض والترهّل وإن كان عقيب قولنج أو حميّات حادة دل عليه القولنج والحمّيات الحادة.
وأما إن كان سببه سوء مزاج مفرد بارد أو رطب فأن لا يقع دفعة ولا يكون هناك علامات أخرى ويحكم عليه باللمس والأسباب المؤثرة في العضو.
قيل: إذا رأيت بول الصبي أخضر فانذر منه بفالج أو تشنج.
يجب أن يكون فصدك في أمراض العصب الخمسة أعني الخَدَر والتشنّج والرعشة والفالج والاختلاج قصد مؤخر الدماغ ولا تعجّل باستعمال الأدوية القوية في أول الأمر بل أخّر إلى الرابع أو السابع فإن كانت العلة قوية فإلى الرابع عشر وفي هذا الوقت فلتقتصر على أشياء لطيفة مما يليّن وينضج ويسهّل.
والحقن لا بأس بها في هذا الوقت ثم بعد ذلك فاستفرغ بالمستفرغات القوية.
وأما تدبير غذائهم فإنه يجب أن تقتصر بالمفلوج في أول ما يظهر على مثل ماء الشعير وماء العسل يومين أو ثلاثة فإن احتملت القوة فإلى الرابع عشر فإن لم تحتمل غذّيته بلحوم الطير الخفيفة واجتهد في تجويعه وإطعامه الأغذية اليابسة عليه ثم تعطّشه تعطيشاً طويلاً وينفعهم الانتقال بلبّ حب الصنوبر الكبار لخاصية فيه.
واعلم أن الماء خير لهم من الشراب فإن الشراب ينفذ المواد إلى الأعصاب والكثير منه ربما حمض في أبدانهم فصار خلاً والخلّ أضرّ الأشياء بالعصب.
وأما ما كان عن التواء أو انضغاط فتعالج بما حددناه في باب الالتواء والانضغاط من بعد وإن كان عن سقطة أو ضربة فعلاجه صعب على أنه على كل حال يعالج بأن ينظر هل أحدث ذلك الالتواء ورماً أو جذب مادة فتعالج كلاً بواجبه ويجب أن توضع الأدوية في علاج ذلك في أي عرض كان على مواضع الضربة وعلى المبدأ الذي يخرج منه العصب المتجه إلى العضو المفلوج وأما وضع الأدوية على العضو المفلوج نفسه فمما لا ينفع نفعاً يُعتد به وعليك بمنابت الأعصاب سواء كان الدواء مقصوداً به منع الورم أو كان مقصوداً به الإرخاء أو كان مقصوداً به التسخين وتبديل المزاج.
وربما احتيج أن يوضع بقرب العضو المضروب والمتورّم الآخذ في الانحلال محاجم تجنب الدم عنه إلى جهة أو إلى ظاهر البدن.
وأما إن كانت العلة هي الفالج الحقيقي الكائن لاسترخاء العصب فالذي يجب بعد التدبير المشترك هو استفراغ مادته بما ذكرناه ورسمناه وحمدناه في استفراغ المواد الرقيقة بعينه بلا زيادة ولا نقصان.
وأنفع ما يستفرغون به حبّ الفربيون والحبّ البيمارستاني وحبّ الشيطرج وحب المنتن وأيارج هرمس والتنقية بالخربق الأبيض بحاله أو بعصارة فجل فيه قوّته وكذلك سائر المقيّئات نافعة له وربما درج عليه في ذلك فيسقى الترياق من دانق دانق ثم يزيد يسيراً يسيراً ولا يزاد على الدرهم وقد يخلط بسمسم مقشّر وسكر وقد يتناول السكنجبين بحاله والجاوشير بحاله والجندبادستر بحاله بشراب العسل.
والشربة مقدار باقلاة وهي نافعة لهم جداً.
ويجب أن يحقنوا بالحقن القويّة ويحملوا الشيآفات القوية وتمال موادهم إلى أسفل وتمرخ فقارهم بالأدهان القويّة وينفعهم المروخات الحارة من الأدهان والضمادات المحمرة التي تكرر ذكرها مراراً خصوصاً إذا بطل الحسّ.
وأصل السوسن من الأدوية الجيدة التحمير يحكّ تحكيكاً مروخياً وينفعهم وضع المحاجم على رؤوس العضل من غير شرط ولكن بعد الاستفراغ وإنما ينفعهم من جهة ما يسخن العضل وربما احتيج إلى شرط ما ويجب أن تكون المحاجم ضيقة الرؤوس وتلصق بنار كثيرة ومصّ شديد عنيف وتقلع بسرعة وإذا استعملت المحاجم فيجب أن تستعمل متفرقة على مواضع كثيرة إن كان الاسترخاء كثيراً متفرقاً وإن كان غير كثير فتوضع مجتمعة ويستعمل عليها بعد ذلك الزفت وصمغ الصنوبر وتستعمل عليها الضمّادات الحارة المحمرة مثل ضمّاد دقيق الشيلم والسوسن بعسل.
وضمّاد الخردل أيضاً مما ينفعهم ويبدل كلما ضعف إلى أن يحمّر العضو وإلى أن يتنفّط.
وضماد الشيطرج عظيم النفع من الفالج وهو عند كثير منهم مغن عن الثافسيا والخردل.
وضماد الزفت أيضاً نافع وخصوصاً بالنطرون والكبريت والدلك بالزيت والنطرون والمياه الكبريتية وماء البحر والنطولات الملطّفة.
وإذا كان الحس ضعيفاً فربما نكأ الضمّاد القوي ولم يحس به وتأدّى ذلك إلى آفة وتقريح شديدين فيجب أن يتحرّز من ذلك وأن يتأمل حال أثر الضماد فإن حمّر ونفخ تحميراً ونفخاً لا يتعدّى الجلد ويتعرّف بغمز الإصبع غمزاً لطيفاً ويبيضّ مكانه فالأثر لم يجاوز الجلد وإن كان التحمير أثبت والحرارة أظهر فامسك.
ووجه تعرّف هذا أن تزيد الضمّاد كل وقت وتطالع الحال فإن أوجبت الإمساك أمسكت وإن أوجبت الإعادة أعدت.
واعلم أن نفخ الكندس في انافهم نافع جداً وكذلك ما يجري مجراه لأنه ينقّي الدماغ ويصرف المواد الفاعلة للعلة عن جهة العلة والشراب القليل العتيق نافع جداً من أمراض العصب كلها والكثير منه أضرّ الأشياء بالعصب واستعمال الوجّ المربى مما ينفعهم وكذلك تدريجهم في سقي الأيارجات ومخلوط بمثله جندبيدستر حتى يبلغوا أن يسقى منه وزن ستة دراهم وكذلك سقي دهن الخروع بماء الأصول نافع جداً.
ومن الناس من عالج الفالج بأن سقى كل يوم مثقال أيارج بمثقال فلفل فشفي.
ويجب إذا سقوا شيئاً من هذا أن لا يسقوا ماء ليطول بقاؤه في المعدة وربما مكث يوماً أجمع ثم عمل وربما سقوهم ليلاً مثِقالاً من فلفل مع مثقال جندبيدستر ولا شيء لهم كالترياق والمثريديطوس والشليثا والأنقرديا خاصة.
والحلتيت أيضاً شديد النفع شرباً وطلاء وخصوصاً إذا أخذ في اليوم مرتين والمرقة عجيبة أيضاً وإذا أقبل العضو فيجب أن تروّضه بعد ذلك وتقبضه وتبسطه لتعود إليه تمام العافية وقد ينتفعون بالحمّى وينتفعون بالصياح والقراءة الجهيرة وبعد الاستفراغات والانتفاع بها يستعملون الحمام الطويل اليابس أو ماء الحمّامات وفي آخر الأمر وبعد الاستفراغات وحيث يجب أن يحلّل ينبغي أن لا تكون التحليلات بالمليّنة الساذجة ولكن مع أدنى قبض ولذلك يجب أن يكون التحليل بماء الأنيسون والميعة والأذخر والجندبيدستر وما أشبهه من الحارة القابضة.
وأما الكائن بعد القولنج فينفعهم الدواء المتخذ بالجوز الرومي المكتوب في القراباذين وينفعهم الأدهان التي ليست بشديدة القوة وكثرة التركيب ولكن مثل دهن السوسن ودهن الناردين ودهن الخروع ودهن النرجس ودهن الزنبق وجرب دهن الجوز الرومي ودهن النرجس المتخذ بصمغ البلاذر فوجد جميعه نافعاً لخاصيته.
وقد انتفع منهم خلق كثير بما يقوّي ويبرد ويمنع المادة وكان إذا عولج بالحرارة زادت العلة وذلك لأن المادة الرقيقة كان ينبسط بها أكثر وكان إذا برد العضو يقوى العضو بالبرد ويصغر حجم المادة وصار إلى التلاشي ولا يجب أن يبالغ في تسخينهم ولكن يحتاج أن تكون الأدوية مقوّاة بمثل البابونج وإكليل الملك والمرزنجوش والنعناع والفوتنج ويخلط بها غيرها أيضاً مما له أدنى تبريد مثل رب السوس وبزر الهندبا وغيره فهذه الأشياء إذا استعملت نفعت جداً.
وأما الكَائن عن القطع فلا علاج له البتة وأما الكائن عن مزاج بارد فبالمسخّنات المعروفة ومن كان سبب مزاجه ذلك شرب الماء الكثير فليستعمل الحمّام اليابس.
واعلم أنه إذا اجتمع الفالج والحمى فأخر الفالج والسكنجبين مع الجلبنين نعم الدواء لهذا الوقت.